"معضمية القلمون" بلدة قديمة قدم التاريخ تدل عليها الآثار المختلفة، ولاسيما القبور الموجودة في موقع "الشومر" الأثري، والأقنية الرومانية.
«بين جبلي "القيصوم" جنوباً، وما يعرف بـ "الجبل الشمالي" شمالاً وعلى مسافة تصل لنحو خمسين كيلومتراً تقع بلدة "معضمية القلمون" بين مدينة "القطيفة" غرباً و "الرحيبة" شرقاً».
هذا ما قالته السيدة "كندة أبو الريش" رئيس المركز الثقافي لموقع eSyria، وأضافت حول تسمية البلدة فتقول: «بين العلامة المرحوم "محمد يوسف عنبر" أن لتسمية الشيء أسباباً كثيرة، ومنها أن يسمى باسم وسيلة من الوسائل التي تستعمل فيه، ولما كانت المهنة الغالبة على أهل هذه البلدة "(الزراعة) فقد ترجع تسميتها بــ "معضمية" إلى "العضم" وهو اللوحة العريضة الموجودة في رأس الحديدة "المحراث" التي يشق الأرض، أو نسبة إلى العضم في "المذراة" التي تٌذرى بها الحبوب، ولذلك جاء اسم البلدة في الوثائق بالضاد وليس بالظاء، أما نسبتها إلى السلطان المعظم "نور الدين الزنكي" فهي نسبة متأخرة والأولى أقرب إلى الصواب».
آثار
ويتحدث السيد "أحمد الحلبوني" من أهالي القرية وهو إمام الجامع القديم الكبير الأثري عن آثار البلدة فيقول: «تكتنز بلدتنا العديد من الآثار، ومن أشهرها معبد قديم لم يبق من معالمه ما يؤرخه بشكل دقيق، أما موقع "شومر" الذي بقي إلى زمن قريب جداً مزهواً بأشجار اللوز، فيعج بمئات القبور التي ترجع إلى زمن موغل في القدم يعود إلى زمن السومريين، لكن مع الأسف تم على مدى سنين العبث فيها أملاً في العثور على شيء مما اعتاد الناس
قديماً أن يصفوه إلى جانب موتاهم».
ويتابع "الحلبوني" قائلاً : «كما يوجد في "معضمية القلمون" قناتين رومانيتين الأولى تبدأ في منبعها على عمق خمسين متراً تحت الأرض، وتروي قسماً من أرض البلدة، لكنها للأسف جفت ولم يبق منها إلا بعض الآثار، أما الثانية فتمتد على أعماق متفاوتة تحت الأرض لتظهر على وجه الأرض في مدينة "القطيفة" حيث تشترك مع "معضمية القلمون" في ملكيتها مناصفة».
وأضاف "الحلبوني": «أما الجامع القديم الكبير ومئذنته التي أنشاها "أحمد آغاصوباشي" بزمن شيخ الإسلام "فيض الله أفندي" سنة /1109/هجرية، فما زال قائماً حتى هذا الوقت».
ملابس تراثية:
وتتحدث السيدة"أبو الريش" عن اللباس التقليدي للمرأة: «تدل البقية الباقية من ملابس البلدة في القديم على أنها كانت توشّى بأنواع من التطريز غاية في الروعة والدقة والانسجام في الألوان، فالعروس كانت هي من تصنع ملابسها وتوشّيها خلال فترة خطبتها الطويلة، حتى إذا جاء موعد العرس "الزفاف"، تٌزيّن غرفتها بما طرزّت ووشّت من الثياب بتعليقها تعليقاً فنياً على جدرانها، فإذا دخلت إليها وجدت نفسك في متحف من هذه المطرزات، والتي لم يبقى منها إلا ما هو موجود في "قصر العظم" بــ "دمشق"».
مختار البلدة السيد "منذر صلاح صمادي" في شارع "الوادي" وسط البلدة أشار إلى واقع المرأة بين الأمس واليوم قائلاً: «كانت المرأة إلى الأمس القريب رفيق الرجل في عمله فهي إلى جانبه تعمل
معه في الزراعة والحصاد و(الرجاد) والدراسة ثم تنصرف وحدها إلى الغربلة والخبز والطبخ ونظافة البيت والعناية بشؤون الأطفال إضافة إلى خياطة ملابسها وملابس زوجها وأطفالها إلى جلب الماء لحاجة بيتها من الخارج فأي جهد كانت تبذله المرأة؟».
يتابع المختار: «أما الآن فيكاد يقتصر الأمر على عملها داخل بيتها، وقد كفيت جلب الماء وصنع الخبر كما أن جميع الحاجات يأتي بها الرجل إلى بيته، وقد بدأت بعضهن العمل في التربية وبعض وجوه العمل الأخرى كالمعامل ومع ذلك فهي أقل عناء من جدتها بما لا يقاس، ولا يعني هذا قصوراً من جانبها، فالدورات التي تقام في الخياطة والتطريز، وبعض النواحي الأخرى ستجعل فتاة اليوم تعود إلى إحياء دور جدتها بالأمس ولكن بأسلوب حديث وتقنية تجمع بين تراث الأمس ومستحدثات اليوم».
عادات وتقاليد:
وعن العادات والتقاليد يتحدث المختار: «لا يختلف أهل هذه البلدة في عاداتهم وتقاليدهم عن عادات وتقاليد المناطق المحيطة بهم في أفراحهم وأحزانهم وصلاتهم مع غيرهم غير أن العلاقات بين الناس والتي كانت تحكمها ضرورة التبادل في التعاون في العمل الزراعي و في بناء مساكنهم لأنه ليس في وسع أي منهم القيام بما هو في حاجة إلى القيام به بنفسه دون مساعدة الآخرين له قد تغيرت، وأصبح الكثيرون يستقلون بأنفسهم عن غيرهم إلا في المناسبات التي تدعو إلى اجتماعهم».
أما الجانب العمراني في البلدة فيشير
إليه المهندس "أيمن عثمان الصوص"
رئيس مجلس البلدة: «لاشك أن تغيراً كبيراً وعميقاً حدث خلال العقود الأخيرة، فبدأت الأبنية الطابقية تظهر في البلدة بعد أن ضاقت الأرض الصالحة للبناء ضمن المخطط التنظيمي، كما تم تخديم البلدة بمعظم خدمات البنية التحتية من صرف صحي ومياه وكهرباء وهاتف إضافة إلى المدارس، ومراكز الرعاية الطبية، وبدأنا نشهد انحساراً في ما يسمى البيوت العربية لصالح الأبنية الطابقية الحديثة».
بقي أن نشير إلى أن بلدة "معضمية القلمون" التي يقطنها نحو ثمانية عشر ألف نسمة تتبع لمنطقة "القطيفة" بمحافظة ريف دمشق.
[/size]«بين جبلي "القيصوم" جنوباً، وما يعرف بـ "الجبل الشمالي" شمالاً وعلى مسافة تصل لنحو خمسين كيلومتراً تقع بلدة "معضمية القلمون" بين مدينة "القطيفة" غرباً و "الرحيبة" شرقاً».
هذا ما قالته السيدة "كندة أبو الريش" رئيس المركز الثقافي لموقع eSyria، وأضافت حول تسمية البلدة فتقول: «بين العلامة المرحوم "محمد يوسف عنبر" أن لتسمية الشيء أسباباً كثيرة، ومنها أن يسمى باسم وسيلة من الوسائل التي تستعمل فيه، ولما كانت المهنة الغالبة على أهل هذه البلدة "(الزراعة) فقد ترجع تسميتها بــ "معضمية" إلى "العضم" وهو اللوحة العريضة الموجودة في رأس الحديدة "المحراث" التي يشق الأرض، أو نسبة إلى العضم في "المذراة" التي تٌذرى بها الحبوب، ولذلك جاء اسم البلدة في الوثائق بالضاد وليس بالظاء، أما نسبتها إلى السلطان المعظم "نور الدين الزنكي" فهي نسبة متأخرة والأولى أقرب إلى الصواب».
آثار
ويتحدث السيد "أحمد الحلبوني" من أهالي القرية وهو إمام الجامع القديم الكبير الأثري عن آثار البلدة فيقول: «تكتنز بلدتنا العديد من الآثار، ومن أشهرها معبد قديم لم يبق من معالمه ما يؤرخه بشكل دقيق، أما موقع "شومر" الذي بقي إلى زمن قريب جداً مزهواً بأشجار اللوز، فيعج بمئات القبور التي ترجع إلى زمن موغل في القدم يعود إلى زمن السومريين، لكن مع الأسف تم على مدى سنين العبث فيها أملاً في العثور على شيء مما اعتاد الناس
قديماً أن يصفوه إلى جانب موتاهم».
ويتابع "الحلبوني" قائلاً : «كما يوجد في "معضمية القلمون" قناتين رومانيتين الأولى تبدأ في منبعها على عمق خمسين متراً تحت الأرض، وتروي قسماً من أرض البلدة، لكنها للأسف جفت ولم يبق منها إلا بعض الآثار، أما الثانية فتمتد على أعماق متفاوتة تحت الأرض لتظهر على وجه الأرض في مدينة "القطيفة" حيث تشترك مع "معضمية القلمون" في ملكيتها مناصفة».
وأضاف "الحلبوني": «أما الجامع القديم الكبير ومئذنته التي أنشاها "أحمد آغاصوباشي" بزمن شيخ الإسلام "فيض الله أفندي" سنة /1109/هجرية، فما زال قائماً حتى هذا الوقت».
ملابس تراثية:
وتتحدث السيدة"أبو الريش" عن اللباس التقليدي للمرأة: «تدل البقية الباقية من ملابس البلدة في القديم على أنها كانت توشّى بأنواع من التطريز غاية في الروعة والدقة والانسجام في الألوان، فالعروس كانت هي من تصنع ملابسها وتوشّيها خلال فترة خطبتها الطويلة، حتى إذا جاء موعد العرس "الزفاف"، تٌزيّن غرفتها بما طرزّت ووشّت من الثياب بتعليقها تعليقاً فنياً على جدرانها، فإذا دخلت إليها وجدت نفسك في متحف من هذه المطرزات، والتي لم يبقى منها إلا ما هو موجود في "قصر العظم" بــ "دمشق"».
مختار البلدة السيد "منذر صلاح صمادي" في شارع "الوادي" وسط البلدة أشار إلى واقع المرأة بين الأمس واليوم قائلاً: «كانت المرأة إلى الأمس القريب رفيق الرجل في عمله فهي إلى جانبه تعمل
معه في الزراعة والحصاد و(الرجاد) والدراسة ثم تنصرف وحدها إلى الغربلة والخبز والطبخ ونظافة البيت والعناية بشؤون الأطفال إضافة إلى خياطة ملابسها وملابس زوجها وأطفالها إلى جلب الماء لحاجة بيتها من الخارج فأي جهد كانت تبذله المرأة؟».
يتابع المختار: «أما الآن فيكاد يقتصر الأمر على عملها داخل بيتها، وقد كفيت جلب الماء وصنع الخبر كما أن جميع الحاجات يأتي بها الرجل إلى بيته، وقد بدأت بعضهن العمل في التربية وبعض وجوه العمل الأخرى كالمعامل ومع ذلك فهي أقل عناء من جدتها بما لا يقاس، ولا يعني هذا قصوراً من جانبها، فالدورات التي تقام في الخياطة والتطريز، وبعض النواحي الأخرى ستجعل فتاة اليوم تعود إلى إحياء دور جدتها بالأمس ولكن بأسلوب حديث وتقنية تجمع بين تراث الأمس ومستحدثات اليوم».
عادات وتقاليد:
وعن العادات والتقاليد يتحدث المختار: «لا يختلف أهل هذه البلدة في عاداتهم وتقاليدهم عن عادات وتقاليد المناطق المحيطة بهم في أفراحهم وأحزانهم وصلاتهم مع غيرهم غير أن العلاقات بين الناس والتي كانت تحكمها ضرورة التبادل في التعاون في العمل الزراعي و في بناء مساكنهم لأنه ليس في وسع أي منهم القيام بما هو في حاجة إلى القيام به بنفسه دون مساعدة الآخرين له قد تغيرت، وأصبح الكثيرون يستقلون بأنفسهم عن غيرهم إلا في المناسبات التي تدعو إلى اجتماعهم».
أما الجانب العمراني في البلدة فيشير
إليه المهندس "أيمن عثمان الصوص"
رئيس مجلس البلدة: «لاشك أن تغيراً كبيراً وعميقاً حدث خلال العقود الأخيرة، فبدأت الأبنية الطابقية تظهر في البلدة بعد أن ضاقت الأرض الصالحة للبناء ضمن المخطط التنظيمي، كما تم تخديم البلدة بمعظم خدمات البنية التحتية من صرف صحي ومياه وكهرباء وهاتف إضافة إلى المدارس، ومراكز الرعاية الطبية، وبدأنا نشهد انحساراً في ما يسمى البيوت العربية لصالح الأبنية الطابقية الحديثة».
بقي أن نشير إلى أن بلدة "معضمية القلمون" التي يقطنها نحو ثمانية عشر ألف نسمة تتبع لمنطقة "القطيفة" بمحافظة ريف دمشق.
منقووووووووووووووول
الصراحة أنا عندي تعليق عالموضوع لكن اريد رؤية تعليقكم بالأول
أترككم مع بعض الصور
بقايا قناة رومية
جامع الوادي
الجبل الشمالي يحتضن منازل البلدة
جامع الوادي
الجبل الشمالي يحتضن منازل البلدة
عدل سابقا من قبل Palestine Forever في 2011-08-02, 6:37 pm عدل 1 مرات
2012-09-02, 5:28 pm من طرف زائر
» هل تعلم أين نحن؟!
2012-09-02, 5:21 pm من طرف the happy flower
» بأي حال جئت يا عيد....!!!!
2012-08-24, 2:06 am من طرف VEER forever
» عيد سعيد !!!
2012-08-23, 1:24 am من طرف The UnKnown
» فوائد الرمان
2012-08-23, 1:24 am من طرف The UnKnown
» <<<<::: غرباء :::>>>>
2012-08-17, 4:10 am من طرف زائر
» ✿فلسفة النمل!!✿
2012-08-15, 11:38 pm من طرف The UnKnown
» كتابات مسلية
2012-08-15, 12:52 am من طرف The UnKnown
» أشياء أعجبتني
2012-08-14, 11:07 pm من طرف ffff