في حي من أحياء بغداد كان شيخ مهيب وضيء الوجه يسأل عن بيت بهرام المجوسي .....
واستغرب الناس أن يقف هذا الشيخ ذو الصيت الذائع "عبد الله بن المبارك" ليسأل عن دار رجل مجوسي يعبد النار ويسجد لها من دون الله الواحد القهار!! وازداد عجبهم عندما عرفوا أنه قادم من حجه لم يرتح بعد من سفره الذي غاب فيه قرابة ثلاثة شهور, بدلاً من أن يجلس في داره ليستريح أو ليستقبل وفود المهنئين من كبار القوم وأعيانهم الذين اعتادوا أن يزوروه ملتمسين دعوة صالحة أو عظة مفيدة ومهما يكن من أمر ... فإن الشيخ الجليل طلب من غلام على باب بهرام أن يستأذن له على سيده...
ودخل " عبدالله بن المبارك" إلى قاعة ضخمة.... فإذا فيها رجل مسن جالس على أريكته في صدر المجلس وحوله جماعة من الكتاب والحساب وبين أيديهم أكوام من الدنانير و الدراهم ..
وما إن دخل " عبد الله بن المبارك" القاعة حتى جعل يتمتم:
ها هو ذا الرجل المسن الذي وصفه لي رسول الله صلى الله عليه وسلم....ولا بد إلا أن يكون بهرام المجوسي نفسه وها هو ذا يجلس على أريكته في صدر المجلس تماما كما أخبرني رسول الله عليه الصلاة والسلام قد بدت عليه آثار ضعف البصر وهزال الجسم !!
والتفت من في المجلس إلى هذا الداخل عليهم فرأوه يلقي عليهم السلام ... فردوا التحية بأحسن منها...
ورفع الرجل المسن عن عينيه عصابة كان قد شد حاجبيه .. وحملق بالضيف.... ثم قال :
من الرجل؟؟؟؟؟
و أرهف سمعه ووضع يده على أذنه ليسمع جواب الرجل وهو يقول
عبد الله بن المبارك !!!
مرحبا بك ... لقد شممت بدخولك رائحة أزالت الهم عن قلبي!!
هكذا قال الرجل المسن وهو يفسح إلى جانبه مكانا يجلس فيه هذا الضيف ... ثم التفت إليه يقول:
أهلا بك .... وهل لك من حاجة؟؟ ..... وكان الجواب:
نعم!!!
وما هي حاجتك؟؟؟
أن أخلو بك ساعة!
و ما أسرع أن أمر من عنده بالخروج فخرجوا !!
والتفت عبد الله بن المبارك إلى جليسه بهرام يسأله:
كم تعد من السنين؟؟
أعد مئة وأربعين سنة !!
فهز عبد الله رأسه و كأنه يثبت بذلك صحة الكلام ثم قال :
هل تعرف أنك عملت شيئاً استوجبت به من الله الجنة؟؟
لا أدري....
هكذا قال بهرام وقد علت على وجهه أمارات الدهشة والتفكير ثم تابع يقول:
غير أني رزقت ثلاثة بنين وثلاث بنات ... فزوجت بعضهم من بعض .. وأعطيت مهورهن من عندي... وأفردت لكل واحد منهم مالا وعقارا
فالتفت إليه عبد الله بن المبارك مغضبا وهو يقول:
إنك لا تستوجب بهذا العمل الجنة.... بل إنك لتستحق بما صنعت النار!!!
غير أن عبد الله لم يلبث أن استدرك قائلا :
ولكنني أسألك ما إذا كنت قد عملت في حياتك الطويلة هذه عملا صالحا لآخرتك؟!
وكان الجواب على هذا السؤال أشد وقعا على نفس عبد الله بن المبارك من الجواب الأول فقد علم أن هذا الرجل لم يزد على أنه كان يعبد النار خلال السنين الطويلة السابقة, ويسجد لها من دون الله الواحد القهار آناء الليل و أطراف النهار!!! فتبرم بهذا الجواب وراح يلح في سؤاله قائلا
فهل لك فعل غير هذا ؟؟
ولما سمع أن جوابه هو كلمة (لا) ارتسمت على وجهه أمارات ظاهرة من التعجب الشديد وراح يقول:
-يفعل الله ما يشاء ويحكم ما يريد ..... ثم التفت إلى جليسه يقول :
- إذن خبرني بالله .... بم استحققت الجنة؟!
و ما كاد بهرام يسمع سؤال عبد الله هذا حتى استغرب الاستغراب كله أن يتألى عبد الله على الله ويتكلم مما لا علم لأحد إلا علام الغيوب وسارع يقول:
ويحك يابن المبارك!! كيف تقول هذا؟؟ أو تقطع لي بالجنة وأنت عالم المسلمين ؟ ومن أخبرك بذلك؟؟
وازداد دهشة على ما به من دهشة عندما سمع عبد الله يقول:
فما القصة؟؟ خبرني فداك أبي وأمي!!
واعتدل عبد الله في جلسته .. وراح يقول:
بينما كنت أطوف حول الكعبة المشرفة .. شعرت بإعياء يصيبني فانتحيت جانبا قصيا من المطاف.. وجلست أستريح قريبا من البيت الحرام تجاه الملتزم ووضعت رأسي على ركبتي فغلبني النوم فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ... واقترب بهرام من عبد الله حتى لاصق جسده جسده وقال:
- هيه خبرني .. وماذا رأيت بعد ذلك؟ أم أنه يحلو لك الآن أن تصمت؟؟
وتابع عبد الله من المبارك حديثه وقد انفلت من حبسة تأملاته البعيدة بعيد قطرة من الدمع ذرفتها عينه فقال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي:
يابن المبارك إذ أنت قضيت حجك وحللت عقدتك ورجعت إلى أرض العراق ودخلت دار السلام فاقصد الحلة التي بها بهرام المجوسي فإذا لقيته فأخبره أن النبي العربي محمدا صلى الله عليه وسلم يسلم عليك !!
و أجاب بهرام :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته....
ثم راح متلهفا يستحث عبد الله على إتمام الحديث فقال :
أتمم.. وماذا قال لك؟؟
ثم طلب مني أن أبشرك بأن قصرك في الجنة غدا من اقرب القصور إلى قصر المصطفى عليه الصلاة والسلام
ما هذا الكلام يا عبد الله؟؟ إنني لا أكاد أصدق ما تقول!! أويمكن أن يكون لمثلي قصر في الجنة هو أقرب القصور إلى قصر نبيكم! لا شك أنك كنت في حالة هذيان أو أن الشيطان وسوس إليك بذلك!!
أجل يا بهرام !! هذا ما ظننت !!
فلقد أفقت من منامي فزعا مرعوبا وتفكرت ساعة فيما رأيت فما زدت على ما قلت من أن الأمر إنما هو من قبل الشيطان!!
إذن لماذا أتيت تخبرني به؟
هكذا قال بهرام ثم تابع يقول:
-أوتريد أن تهزأ بي عندما تدعي هذه الدعوى العريضة بأنني من أهل الجنة؟؟
- لا يا بهرام
قال ذلك عبد الله بن المبارك وهو يشدد في نبرات صوته ليؤكد بذلك صدق دعواه ثم أردف يقول:
ما غادرت مجلسي ذاك حول الكعبة المشرفة وما غيرت جلستي التي كنت أجلسها إذ غلبني النوم مرة أخرى ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم
هيه خبرني بالله عليك.... ماذا قال لك هذه المرة؟؟؟
لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" يابن المبارك ... لا تشك في منامك فهو حق والشيطان لا يتمثل بصورتي قط فإذا قضيت حجك وانصرفت الى العراق فاطلب هذا المجوسي بهرام وبشره بما قلت لك"!!
شيء عجيب والله !! ولكن ذلك أمر عظيم ... عظيم حقا !! وتابع عبد الله بن المبارك حديثه يقول:
- فانتبهت أيضا فزعا مرعوبا و استعذت بالله واستغفرته وتفكرت ساعة وغلبني النوم و أنا في مجلسي ذاك لم أغادره فرأيت النبي ثالث مرة وهو يقول:" يابن المبارك أنا محمد رسول الله .. فلا ترتب في ذلك وامتثل أمري فهو حق"
فماذا قال الرسول لعبد الله وماذا فعل هذا المجوسي حتى يستحق بهمله الجنة لا بل وقصرا قرب قصر النبي صلى الله عليه وسلم هذا ما سنعرفه في رد آخر
واستغرب الناس أن يقف هذا الشيخ ذو الصيت الذائع "عبد الله بن المبارك" ليسأل عن دار رجل مجوسي يعبد النار ويسجد لها من دون الله الواحد القهار!! وازداد عجبهم عندما عرفوا أنه قادم من حجه لم يرتح بعد من سفره الذي غاب فيه قرابة ثلاثة شهور, بدلاً من أن يجلس في داره ليستريح أو ليستقبل وفود المهنئين من كبار القوم وأعيانهم الذين اعتادوا أن يزوروه ملتمسين دعوة صالحة أو عظة مفيدة ومهما يكن من أمر ... فإن الشيخ الجليل طلب من غلام على باب بهرام أن يستأذن له على سيده...
ودخل " عبدالله بن المبارك" إلى قاعة ضخمة.... فإذا فيها رجل مسن جالس على أريكته في صدر المجلس وحوله جماعة من الكتاب والحساب وبين أيديهم أكوام من الدنانير و الدراهم ..
وما إن دخل " عبد الله بن المبارك" القاعة حتى جعل يتمتم:
ها هو ذا الرجل المسن الذي وصفه لي رسول الله صلى الله عليه وسلم....ولا بد إلا أن يكون بهرام المجوسي نفسه وها هو ذا يجلس على أريكته في صدر المجلس تماما كما أخبرني رسول الله عليه الصلاة والسلام قد بدت عليه آثار ضعف البصر وهزال الجسم !!
والتفت من في المجلس إلى هذا الداخل عليهم فرأوه يلقي عليهم السلام ... فردوا التحية بأحسن منها...
ورفع الرجل المسن عن عينيه عصابة كان قد شد حاجبيه .. وحملق بالضيف.... ثم قال :
من الرجل؟؟؟؟؟
و أرهف سمعه ووضع يده على أذنه ليسمع جواب الرجل وهو يقول
عبد الله بن المبارك !!!
مرحبا بك ... لقد شممت بدخولك رائحة أزالت الهم عن قلبي!!
هكذا قال الرجل المسن وهو يفسح إلى جانبه مكانا يجلس فيه هذا الضيف ... ثم التفت إليه يقول:
أهلا بك .... وهل لك من حاجة؟؟ ..... وكان الجواب:
نعم!!!
وما هي حاجتك؟؟؟
أن أخلو بك ساعة!
و ما أسرع أن أمر من عنده بالخروج فخرجوا !!
والتفت عبد الله بن المبارك إلى جليسه بهرام يسأله:
كم تعد من السنين؟؟
أعد مئة وأربعين سنة !!
فهز عبد الله رأسه و كأنه يثبت بذلك صحة الكلام ثم قال :
هل تعرف أنك عملت شيئاً استوجبت به من الله الجنة؟؟
لا أدري....
هكذا قال بهرام وقد علت على وجهه أمارات الدهشة والتفكير ثم تابع يقول:
غير أني رزقت ثلاثة بنين وثلاث بنات ... فزوجت بعضهم من بعض .. وأعطيت مهورهن من عندي... وأفردت لكل واحد منهم مالا وعقارا
فالتفت إليه عبد الله بن المبارك مغضبا وهو يقول:
إنك لا تستوجب بهذا العمل الجنة.... بل إنك لتستحق بما صنعت النار!!!
غير أن عبد الله لم يلبث أن استدرك قائلا :
ولكنني أسألك ما إذا كنت قد عملت في حياتك الطويلة هذه عملا صالحا لآخرتك؟!
وكان الجواب على هذا السؤال أشد وقعا على نفس عبد الله بن المبارك من الجواب الأول فقد علم أن هذا الرجل لم يزد على أنه كان يعبد النار خلال السنين الطويلة السابقة, ويسجد لها من دون الله الواحد القهار آناء الليل و أطراف النهار!!! فتبرم بهذا الجواب وراح يلح في سؤاله قائلا
فهل لك فعل غير هذا ؟؟
ولما سمع أن جوابه هو كلمة (لا) ارتسمت على وجهه أمارات ظاهرة من التعجب الشديد وراح يقول:
-يفعل الله ما يشاء ويحكم ما يريد ..... ثم التفت إلى جليسه يقول :
- إذن خبرني بالله .... بم استحققت الجنة؟!
و ما كاد بهرام يسمع سؤال عبد الله هذا حتى استغرب الاستغراب كله أن يتألى عبد الله على الله ويتكلم مما لا علم لأحد إلا علام الغيوب وسارع يقول:
ويحك يابن المبارك!! كيف تقول هذا؟؟ أو تقطع لي بالجنة وأنت عالم المسلمين ؟ ومن أخبرك بذلك؟؟
وازداد دهشة على ما به من دهشة عندما سمع عبد الله يقول:
فما القصة؟؟ خبرني فداك أبي وأمي!!
واعتدل عبد الله في جلسته .. وراح يقول:
بينما كنت أطوف حول الكعبة المشرفة .. شعرت بإعياء يصيبني فانتحيت جانبا قصيا من المطاف.. وجلست أستريح قريبا من البيت الحرام تجاه الملتزم ووضعت رأسي على ركبتي فغلبني النوم فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ... واقترب بهرام من عبد الله حتى لاصق جسده جسده وقال:
- هيه خبرني .. وماذا رأيت بعد ذلك؟ أم أنه يحلو لك الآن أن تصمت؟؟
وتابع عبد الله من المبارك حديثه وقد انفلت من حبسة تأملاته البعيدة بعيد قطرة من الدمع ذرفتها عينه فقال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي:
يابن المبارك إذ أنت قضيت حجك وحللت عقدتك ورجعت إلى أرض العراق ودخلت دار السلام فاقصد الحلة التي بها بهرام المجوسي فإذا لقيته فأخبره أن النبي العربي محمدا صلى الله عليه وسلم يسلم عليك !!
و أجاب بهرام :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته....
ثم راح متلهفا يستحث عبد الله على إتمام الحديث فقال :
أتمم.. وماذا قال لك؟؟
ثم طلب مني أن أبشرك بأن قصرك في الجنة غدا من اقرب القصور إلى قصر المصطفى عليه الصلاة والسلام
ما هذا الكلام يا عبد الله؟؟ إنني لا أكاد أصدق ما تقول!! أويمكن أن يكون لمثلي قصر في الجنة هو أقرب القصور إلى قصر نبيكم! لا شك أنك كنت في حالة هذيان أو أن الشيطان وسوس إليك بذلك!!
أجل يا بهرام !! هذا ما ظننت !!
فلقد أفقت من منامي فزعا مرعوبا وتفكرت ساعة فيما رأيت فما زدت على ما قلت من أن الأمر إنما هو من قبل الشيطان!!
إذن لماذا أتيت تخبرني به؟
هكذا قال بهرام ثم تابع يقول:
-أوتريد أن تهزأ بي عندما تدعي هذه الدعوى العريضة بأنني من أهل الجنة؟؟
- لا يا بهرام
قال ذلك عبد الله بن المبارك وهو يشدد في نبرات صوته ليؤكد بذلك صدق دعواه ثم أردف يقول:
ما غادرت مجلسي ذاك حول الكعبة المشرفة وما غيرت جلستي التي كنت أجلسها إذ غلبني النوم مرة أخرى ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم
هيه خبرني بالله عليك.... ماذا قال لك هذه المرة؟؟؟
لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" يابن المبارك ... لا تشك في منامك فهو حق والشيطان لا يتمثل بصورتي قط فإذا قضيت حجك وانصرفت الى العراق فاطلب هذا المجوسي بهرام وبشره بما قلت لك"!!
شيء عجيب والله !! ولكن ذلك أمر عظيم ... عظيم حقا !! وتابع عبد الله بن المبارك حديثه يقول:
- فانتبهت أيضا فزعا مرعوبا و استعذت بالله واستغفرته وتفكرت ساعة وغلبني النوم و أنا في مجلسي ذاك لم أغادره فرأيت النبي ثالث مرة وهو يقول:" يابن المبارك أنا محمد رسول الله .. فلا ترتب في ذلك وامتثل أمري فهو حق"
فماذا قال الرسول لعبد الله وماذا فعل هذا المجوسي حتى يستحق بهمله الجنة لا بل وقصرا قرب قصر النبي صلى الله عليه وسلم هذا ما سنعرفه في رد آخر
2012-09-02, 5:28 pm من طرف زائر
» هل تعلم أين نحن؟!
2012-09-02, 5:21 pm من طرف the happy flower
» بأي حال جئت يا عيد....!!!!
2012-08-24, 2:06 am من طرف VEER forever
» عيد سعيد !!!
2012-08-23, 1:24 am من طرف The UnKnown
» فوائد الرمان
2012-08-23, 1:24 am من طرف The UnKnown
» <<<<::: غرباء :::>>>>
2012-08-17, 4:10 am من طرف زائر
» ✿فلسفة النمل!!✿
2012-08-15, 11:38 pm من طرف The UnKnown
» كتابات مسلية
2012-08-15, 12:52 am من طرف The UnKnown
» أشياء أعجبتني
2012-08-14, 11:07 pm من طرف ffff